أنفة، بلدة الذهب الأبيض
هي من أجمل بلدات قضاء الكورة، هي عاصمة الملاحة وكنز الذهب الأبيض، يتحلّى أبناؤها بمهن كثيرة مثل الصيد البحري، إنتاج زيت الزيتون والخمور، إنتاج الملح وغيرها من الصناعات المحلية، هي لؤلؤة تزيّنت باللونين الأبيض والأزرق، انتشرت في أرجائها الملّاحات والمراوح الزرقاء. إنّ هذه البلدة هي بلدة أنفة الجميلة.
موقع البلدة:
تقع بلدة أنفة في محافظة شمال لبنان وتنتمي إلى قضاء الكورة. تمتدّ على مساحة ٥ كيلومتر مربّع. تبعد عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٧٠ كيلومترًا فيما تبعد عن طرابلس حوالي ١٥ كيلومتر فقط. هي بلدة ساحلية تطلّ على البحر الأبيض المتوسّط وتعتبر مياه وشواطئ أنفة من أنقى وأنظف المياه اللبنانية.
تسمية بلدة أنفة:
مرّت على بلدة أنفة عصور عديدة الأمر الذي جعلها تحظى بثلاثة أسماء مختلفة من الفينيقيين والآشوريين واليونان. أطلق الفينيقيون على البلدة اسم “أمبي” التي تعني أنف بسبب شكلها المثلث. في زمن الآشوريين أصبح اسمها “أمبا” أمّا اليونانيون فقد لقّبوها لقب “ترياريس” وقصدوا بها أنّها بلدة مثلّثة الزوايا.

وتعتبر مياه وشواطئ أنفة من أنقى وأنظف المياه اللبنانية.
الزراعة والملاحة في بلدة أنفة:
اشتهرت بلدة أنفة بزراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر من أجود أنواع الزيوت الموجود في لبنان. بالنسبة للملاحة تعتبر بلدة أنفة عاصمة الملح في لبنان لأنّها أول بلدة قامت بعملية الملاحة وإنتاج الملح. تنتشر في أنفة الكثير من الملّاحات التي وصلت شهرتها إلى مختلف بلاد الأرض بفضل جودة الملح الذي يتم إنتاجه من خلالها.
المعالم الأثرية في البلدة:
تتحلّى أنفة بوجود الكثير من الآثار الفينيقية والرومانية على أثر حكم هذه الشعوب لبلدة أنفة قديماً. تعتبر أبرز هذه المعالم هي قلعة أنفة الأثرية الفينيقية، الكهوف والمغارات البحرية، رأس أنفة الصخري الذي يمتدّ في داخل البحر بطول ٤٠٠ متر وعرض ١٠٠ متر. تم تنفيذ عملية مسح للآثار الموجودة في البلدة منذ عدة سنين وقد تم إيجاد آلاف القطع من الفخار والبرونز المدفونة في باطن أرض أنفة. هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من قطع الفسيفساء التي تعود للعصر الروماني.

من أجمل بلدات قضاء الكورة، هي عاصمة الملاحة وكنز الذهب الأبيض.
السياحة الدينية في البلدة:
توجد في البلدة كنائس أثرية عديدة تعود للعصر البيزنطي. أبرز هذه الكنائس هي كنيسة سيدة الريح التي تعتبر أول كنيسة لمريم العذراء في الشرق الأوسط. تتميّز كنيسة سيدة الريح بعمارتها البيزنطية الصليبية حيث أضاف الصليبيون بعض آثارهم وطرازها في الجانب الغربي من الكنيسة. أمّا الكنيسة الثانية فهي كنيسة القدّيسة كاترينا التي تعود أيضاً للعصر الصليبي. تتميّز هذه الكنيسة بعمارتها الفريدة و وجود نافذة كبيرة في الجدار الخلفي للكنيسة. بالإضافة إلى كنيسة مار سمعان و مار ميخائيل التي تعود للعصر البيزنطي حيث تحتوي على رسومات ورموز خاصة بالبيزنطيين.
لا تقتصر السياحة الدينية في البلدة على وجود الكنائس فقط بل يوجد عدد من الأديرة يعدّ أبرزها دير سيدة الناطور الشهير. دير سيدة الناطور هو دير قديم أثري يعود للعصر البيزنطي. تتمركز تحت الدير أقبية تعود للعصر الصليبي. يحتوي الدير على مدافن ومدرسة حلبية تعود للقرن الثامن عشر. تحيط بالدير أشجار زيتون ومساحة خضراء تجذب الزائرين إليه. كما يوجد دير مار يو حنّا الذي يحتوي على مدافن يونانية رومانية توالت على حكمه بعض الشعوب الأخرى لاحقاً.
الحديقة العامة في بلدة أنفة:
إنّه حديقة بلدة أنفة العامة المجانية. تضمّ الحديقة في أرجائها أشجار النخيل وبعض أنواع الزهور التي تضفي إلى البلدة جمال و طبيعة خضراء تجعلها بلدة سياحية بامتياز.
المطاعم والمنتجعات في البلدة:
تنتشر في البلدة الكثير من المطاعم والمنتجعات التي تعكس تطور القطاع السياحي فيها بلونها الأبيض والأزرق. تتمركز أجمل هذه المطاعم والمقاهي على شاطىء تحت الريح الذي يعتبر أجمل شاطئ في البلدة. لقّب الشاطئ بهذا الاسم نسبةً لمطعم تحت الريح الذي يقدّم ألذّ المأكولات البحرية ويعدّ واجهة البلدة البحرية. يستطيع الزائر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، تذوّق أفخم أنواع الأسماك التي يتم اصطيادها من بحر البلدة مباشرةً وممارسة هواية السباحة في بحر أنفة النقي.

اشتهرت البلدة بزراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون الذي يعتبر من أجود أنواع الزيوت الموجود في لبنان
سوق أنفة الأثري:
لا يمكن زيارة البلدة دون المرور والتجوّل في سوقها الأثري القديم. تم ترميم السوق منذ عدّة سنوات بطريقة احترافية تجدّده وتحافظ على جميع الآثار والطوابع التاريخية المنحوتة في جدرانه وأحجاره. يقع هذا السوق التراثي في الشارع الرئيسي لبلدة أنفة.
المهرجانات السنوية:
بدأت وانطلقت مهرجانات البلدة منذ عام ٢٠١١ واستمرّت حتى يومنا هذا. تهدف هذه المهرجانات إلى تنشيط الحركة السياحية وتسليط الضوء على جمال البلدة وأهمية آثارها ومعالمها الطبيعية. لا تقتصر المهرجانات على الحفلات الفنية للكبار بل تتعدّى ذلك بوجود عروض فنية وترفيهية للأطفال كي يستطيع اللبنانيون والمغتربون الاستمتاع مع عائلاتهم وأصدقائهم في البلدة.