عمشيت، عروس قضاء جبيل

عمشيت,

 هي بلدة ساحلية ساحرة، أطلق عليها اسم عروس قضاء جبيل، تميّزت بعمارة بيوتها الأثرية الفريدة من نوعها، هي مثال عريق للثقافة والحضارة والفن والسياحة. هذه البلدة هي بلدة عمشيت الجميلة.

موقع عمشيت:

تقع عمشيت في محافظة جبل لبنان و تنتمي إلى قضاء جبيل. تمتد على مساحة ٥،٣٢ كيلومتر مربّع. تبعد البلدة عن بيروت عاصمة لبنان حوالي ٣٧ كيلومتر فيما تبعد عن مدينة جبيل عاصمة القضاء حوالي ثلاثة كيلومتر فقط.

المناخ والطبيعة الجغرافية في البلدة:

عمشيت هي بلدة ساحلية مطلّة على البحر. يعتبر شاطئها من أجمل الشواطئ اللبنانية حيث يبلغ طوله حوالي خمسة آلاف ومئتين متراً ويحظى بالاكتظاظ وزيارة الكثير من الناس خلال فصل الصيف. تمتاز البلدة بمناخ جميل حيث تمتزج رطوبة الشاطئ مع هواء الجبل النقي لتنعم البلدة بمناخ معتدل طوال السنة.

الزراعة في البلدة:

تنتشر في عمشيت الكثير من أنواع الأشجار الحرجية مثل الغار والصنوبر والشربين والكينا. هذا بالإضافة إلى زراعة التوت والزيتون والتين ذو الجودة العالية. كما تتم زراعة الكرمة ليتم بعدها صناعة العديد من المنتجات النبيذ والدبس وغيرها أيضاً. يشكّل وجود أشجار النخيل في البلدة علامة فارقة تجعلها فريدة ومميّزة عن بلدات قضاء جبيل. أحضرت هذه الأشجار من الأقطار العربية وتحديدًا من العراق.

عمشيت

تقع البلدة في محافظة جبل لبنان و تنتمي إلى قضاء جبيل.

تسمية بلدة عمشيت:

اختلف الناس عامة وسكان البلدة خاصة حول تفسير اسم عمشيت. يعتقد قسم من الناس أن كلمة عمشيت هي كلمة من اللغة الآرامية التي تعني قوم شيت أو بني شيت. فيما يعتقد قسم آخر أنّ كلمة عمشيت هي كلمة سريانية تعني فعل غاص أو غطس في البحر. أمّا القسم الثالث والأخير يردّ اسم عمشيت إلى أصل سرياني يعني الشعب السادس.

البيوت التراثية:

عرفت عمشيت بالتنافس العمراني بفضل وجود تجار وأغنياء فيها. جميع النماذج الهندسية العمرانية التراثية موجودة في البلدة. يتمتّع أبناء البلدة بحبّ البناء والعمارة وكان لديهم تنافس لطيف يجعل كل عائلة تعمل على بناء منزل أو قصر بطريقة فريدة من نوعها لا تشبه أي قصر آخر. كما أنّ أبناء البلدة كانوا يستعينون بمهندسين ومصممين أجانب من اليونان وإيطاليا لإضافة المزيج الأجنبي العصري مع الحجر القديم التراثي.

عمشيت

عرفت البلدة بالتنافس العمراني بفضل وجود تجار وأغنياء فيها

كورنيش عمشيت البحري:

يعتبر بحر وشاطئ بلدة عمشيت من أنقى وأنظف الشواطئ اللبنانية. إنّه شاطئ ذو طبيعة صخرية الأمر الذي يجعله صعب بعض الشيء نسبةً لممارسة هواية السباحة. في البلدة يوجد قسم صغير يتمتّع بشاطئ رملي مناسب للعائلات وهو شاطئ مجاني لأهالي المنطقة مراقب من قبل بلدية البلدة. كما تم إنشاء منذ عدّة سنوات كورنيش بحري على طول ٢٨٠٠ متراً على يد بلدية عمشيت. جهّزت البلدية الكورنيش بثماني أكشاك تخدم المارّة والمتجوّلين على الكورنيش. لا يمكننا أن ننسى مسمكة البلدة التي تتطوّر على أيد بحّارة البلدة الذين يقومون بصيد الأسماك وبيعها بأسعار زهيدة الثمن. جميع الأسماك التي تباع هي أسماك طازجة تم صيدها من قلب البحر النقي الخالي من البكتيريا والأوساخ.

السياحة الدينية في البلدة:

توجد في البلدة عدّة كنائس قديمة يعود تاريخها لبناء بلدة عمشيت. أبرز هذه الكنائس هي كنيسة مارجرجس وكنيسة مار زخيا التي يعود تاريخها إلى القرن السادس. يوجد مقابل كنيسة مار زخيا مقبرة تاريخية يعود تاريخها للقرن الخامس قبل المسيح.

عمشيت

توجد في البلدة عدّة كنائس قديمة يعود تاريخها لبناء بلدة عمشيت

المعالم الأثرية في البلدة:

لا توجد في بلدة عمشيت معالم أثرية  أساسية تعود لحقبة معينة من الزمن. بالقرب من كل كنيسة في البلدة توجد بعض الأحجار والمعالم الأثرية التي تراكمت فوق بعضها من زمن الرومان والبيزنطيين وصولاً إلى العصور اللاحقة. هذا بالإضافة إلى وجود جسر الدجاج الذي بني في عهد الانتداب الفرنسي في عام ١٩٣١. يهدف الجسر إلى تشكيل صلة وصل بين جبيل وعمشيت. يأتي اسمه بسبب نهر قرية الجاج الذي كان يمر تحت هذا الجسر. عرفت قرية الجاج بتصدير أشجار الأرز إلى خارج لبنان قديماً. أثناء التجوّل في شوارع البلدة يمكن للزائر رؤية التماثيل والمنحوتات الصخرية التي نحتت على يد فنانين أجانب  زيّنت شوارع البلدة وأعطتها طابع تاريخي أثري.

مهرجانات البلدة:

تقام في بلدة عمشيت مهرجانات سنوياً في آخر أسبوع من شهر آب. يتم تجهيز كورنيش البلدة بجميع الأمور التي تلزم لقيام المهرجانات. تدوم المهرجانات لمدّة أربعة أيام متتالية تتضمّن العديد من النشاطات أبرزها استقبال الفنانين والفنانات. كما يتم نشاط عرض سيارات قديمة تعود لزمن الثلاثينيات والأربعينيات. يتم اختيار أجمل ثلاث أو أربع سيارات ويقدّم لها جوائز.

ذاكرة البلدة:

هي عبارة عن مكتبة وصالون ثقافي يضمّ في رحابه كتب ثمينة ومعلومات قيّمة عن تاريخ بلدة عمشيت. يتمّ في هذه المكتبة العديد من النشاطات الثقافية كتوقيع الكتب والندوات. تهدف ذاكرة البلدة إلى حفظ تاريخ البلدة  وتجميعه في الأرشيف الذي يمكّن أبناء البلدة المستقبليين الإطّلاع على تاريخ بلدتهم وثقافتها.