سوق الصاغة ، من أجمل الأسواق وأقدمها !

تعتبر طرابلس الفيحاء مدينة أثرية بامتياز رغم صغرها وعدم الاهتمام بها. إنها مدينة مليئة بالمعالم المملوكية والثروات الخالدة منذ العصور القديمة. لا يخفى على أي سائح أو مواطن سكانها وجود الكثير من الأماكن ذات التاريخ العريق ابتداءاً من الأزقة، الحمامات، الخانات، المساجد وصولاً إلى الأسواق القديمة. يعدّ سوق الصاغة أو سوق الذهب أحد أهم الأسواق الموجودة في طرابلس وأجملها.

تاريخه:

سوق الصاغة هو سوق كبير لبيع الذهب والمجوهرات. تمّ إنشاء السوق منذ أكثر من ٨٠٠ عام على يد صائغ روماني الأصل. أتى هذا التاجر الروماني وفتح أول محل لبيع الذهب في السوق. تشجّع التجار بعد تجربة التاجر الروماني وعمدوا إلى فتح  محلات الصاغة إلى جانبه. من ثم أكمل أولاد التجار هذه التجارة وأصبح السوق بأكمله سوق لبيع الذهب. تم إعادة بناء السوق في عهد المماليك حين استلموا طرابلس بعد الانتصار على الصليبيين لذلك أخذ سوق الصياغين طابع مملوكي في عمارته.

موقع سوق الصاغة:

يقع سوق الصاغة في طرابلس شمال لبنان. تحديداً في الأحياء الشعبية بالقرب من خان الصابون، سوق العطارين وحمّام العبد.

تفاصيل عن سوق الصاغة:

يشكّل سوق الصاغة من أهم وأقدم الأسواق الموجودة في طرابلس عاصمة الشمال. هو سوق يجمع بين التراث والتجارة. يتمّ في هذا السوق الأثري بيع وصناعة المعدن الأصفر أي الذهب. يتألّف السوق من أكثر من مئة وعشرين محلّا. تلتصق المحلّات بوجودها إلى جانب بعضها البعض. يوجد في السوق أكثر من مئة وخمسة وعشرين صائغاً للذهب. بسبب كبر هذا السوق أصبح مركز تجاري ضخم يجذب إليه التجار من مختلف البلاد لشراء وصناعة الذهب.

بلغ سوق الصاغة ذروته في العهد العثماني لكنه تراجع بعد حدوث الحرب الأهلية في لبنان. الأمر الذي انعكس سلباً على السوق والتجار الموجودين فيه.

سوق الصاغة

يشكّل سوق الصاغة من أهم وأقدم الأسواق الموجودة في طرابلس عاصمة الشمال

 حرفة بيع الذهب و صناعته:  

إنها حرفة مهمة وهي مهنة ذهبية كاسمها. بالرغم من مرور الكثير من حالات الركود التجاري بسبب الحروب على هذا السوق إلّا أنّ هذه المهنة تتميّز بالاستمرارية والدوام إلى يومنا هذا. يبقى الطلب على شراء الذهب كبير لتلبية جميع مناسبات السكان. لأن الذهب يحمل قيمته فيه ولا يفقدها مهما حصل يسعى الكثير من الناس إلى شراء الذهب لإهداء بعضهم في مناسبات الزواج، الولادة وأعياد الميلاد أيضاً.

لا تقتصر هذه الحرفة على بيع وصناعة الذهب التقليدي فقط بل يمكن للناس أن يقوموا بتوصية الصائغ لصناعة قطع فريدة من نوعها لهم. حيث يقوم الصائغ بتفصيل المجوهرات بشكل خاص فيدخل حسب طلب الزبون الأسماء أو شكل معين من الزخرفة.

بيع الذهب في سوق الصاغة:

يتمّ في سوق الصاغة بيع الذهب والمجوهرات بالإضافة إلى شرائها و صناعتها. حيث يقوم الناس بإحضار القطع الذهبية، سومها لدى الصائغ ومن ثم بيعها له مقابل مبلغ من المال. انتشرت مؤخراً هذه العادة كثيراً في طرابلس خاصة ولبنان عامة وذلك بسبب ارتفاع الدولار الأميركي مقابل سعر الليرة اللبنانية. ارتفعت الكثير من الأسعار في لبنان وأصبح الناس مجبرين على بيع ذهبهم لكسب المال مقابله.

سوق الصاغة

تمّ إنشاء السوق منذ أكثر من ٨٠٠ عام على يد صائغ روماني الأصل.

أنواع الذهب في السوق:

يتميّز سوق الذهب ببيع وصناعة جميع أنواع الذهب كالذهب الأبيض، الذهب الأصفر والذهب الوردي . تختلف عيارات الذهب من  عيار  ١٤ الذي يعتبر العيار الأدنى حيث يحتوي على ٪؜ ٥٨.٥ من الذهب الخالص والباقي يكون معدن. يأتي ثانياً عيار ١٨ يحتوي على ٧٥٪؜ من الذهب الخالص، من ثمّ عيار ٢١ يحتوي على ٨٥٪؜ من الذهب أما عيار ٢٤ يتكوّن من الذهب الخالص بنسبة ١٠٠٪؜ بدون إضافة أي معدن أخرى. يزداد سعر وقيمة كل قطعة مع اختلاف عيارها.

عند سؤال أغلب الصائغين في هذا السوق عن القطع الأكثر مبيعاً لديهم قالوا أن الصناعة الإيطالية و البيروتية للذهب هي المطلوبة في أيامنا لأنها تحتوي على أحجار ملوّنة كالأحجار الزرقاء. تبقى الأنواع الثقيلة مطلب العروس التي تأتي لاختيار القطع ذات عيار الأربعة والعشرين أو ذات عيار الواحد والعشرين على الأقل.

تبقى هذه التجارة والحرفة ثروة غنية بخيراتها وقيمتها بالرغم من أن النساء في يومنا هذا أصبحت تميل إلى شراء المجوهرات المزيّفة الملوّنة التي باتت تناسب الموضة أكثر من الذهب الأصلي التقليدي.