برقايل، بلدة الاختراعات والزراعة.

إنها بلدة من أجمل بلدات قضاء عكّار، هي رمز زراعة الزيتون وإنتاج أجود الزيوت، هي منبع الإبداع والاختراع، ضمّت في أرجائها العديد من الآثار النادرة التي تعود إلى عهود قديمة وعصرية أيضاً، تشكّل ينابيعها معلم طبيعي أساسي لا يتجزأ منها، إنّ هذه البلدة هي بلدة برقايل!

موقع بلدة برقايل:

تقع برقايل في قضاء عكّار في لبنان و تنتمي البلدة إلى محافظة الشمال. تمتدّ البلدة على مساحة ٨ كيلومتر مربّع. ترتفع عن سطح البحر بين ٢٥٠ و ٣٥٠ متراً. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ١١٠ كيلومتر فيما تبعد عن طرابلس عاصمة الشمال حوالي ٢٥ كيلومتر و ١٣ كيلومتر عن حلبا مركز قضاء عكّار. يبلغ عدد سكّان البلدة حوالي ثلاثين ألف نسمة.

معنى اسم بلدة برقايل:

اختلف الناس حول شرح اسم بلدة برقايل العكّارية. حيث يتّجه البعض إلى قول أنّ برقايل هي كلمة سريانية تنقسم إلى قسمين برق و إيل. تعني كلمة برق اللمع والضياء وإيل تعني الله وبذلك يكون اسم البلدة برقايل يرمز إلى ضياء الله. أمّا القسم الثاني من الناس فيعتقد أنّها سمّيت بهذا الاسم نسبةً لمعبد إيل الذي لم يعد له أثر بسبب التغيرات الطبيعية التي طرأت على البلدة منذ آلاف السنين.

بعض مميزات بلدة برقايل:

إنّها بلدة عكّارية غنية بالمميزات والمعالم التي تتنوع بين معالم طبيعية سياحية أثرية ودينية أيضاً. تتحلّى برقايل بمناخ معتدل بفضل وجودها على ارتفاع متوسط بين البحر والسفوح الجبلية المحيطة بها. تغطّي المساحات الخضراء والمساحات الزراعية أغلب مساحة البلدة. تشتهر برقايل بزراعة الزيتون، التين، العنب واللوز وشجرة الصنوبر التي تعدّ من أبرز أشجارها الحرجية. يعتبر القطاع الزراعي مهم جدّاً في هذه البلدة لأنّ حوالي ٢٠٪؜ من سكانها يعيشون من مردود القطاع الزراعي وإنتاج زيت الزيتون. تعتبر زراعة الزيتون الزراعة الأهم في البلدة وتتميّز بجودتها ولذّتها بفضل اهتمام أبنا برقايل بأشجار الزيتون وموقع البلدة الجغرافي الذي يقع بين جبلين أي أشعة الشمس لا تنقطع عنها. تسقى هذه المساحات من العيون المتعدّدة التي تتواجد في البلدة وتشكّل المصدر الأساسي لري المزروعات ولاستخدام أبناء البلدة في منازلهم أيضاً.

برقايل

يبلغ عدد سكّان البلدة حوالي ثلاثين ألف نسمة.

اختراعات أبناء برقايل:

لا تقتصر الصفات الجميلة التي يتحلّى بها أبناء بلدة برقايل على الأصالة الكرم والطيبة بل تتعدّى ذلك بكثير. حيث اشتهر أبناء هذه البلدة بالاختراعات المتعدّدة التي قاموا بها منذ سنين إلى يومنا هذا.  تنوّعت هذه الاختراعات بين جرّار زراعي  سيارة رباعية الدفع وطائرة مروحية.

تعدّ الطائرة المروحية أهم الاختراعات التي قام بها أبناء البلدة. تم بناء الطائرة على يد محمد علي خضر في عام ١٩٧٨ عندما كان يبلغ من العمر ٢٧ سنة فقط. بعد عدّة محاولات استطاع محمد خضر الإقلاع والقيام بجولة فوق بلدة برقايل. كان الأستاذ محمد خضر رمز لأبناء بلدته ومثل أعلى بتحقيق الطموحات والأحلام.

ينابيع المياه في برقايل:

استطاعت بلدة برقايل بالرغم من وجود آبار المياه المتطوّرة في مشاريع الرّي الاحتفاظ بالينابيع العذبة الطبيعية التي تنتشر في أرجائها. تشكّل هذه الينابيع مصدر أساسي لتأمين أكثر من ثلث حاجة أبناء البلدة من المياه. في برقايل أربعة ينابيع أساسية تقضي حوائج الناس وقد صنّفت مياه البلدة بنسبة نظافة تفوق ٩٥٪؜.

الجامع القديم في المدينة:

إنّه من أقدم المساجد في عكّار. يسمّى أيضاً بمسجد الدلبة نسبةً لوجود شجرة الدلبة القديمة التي غرست في وسطه منذ مئات السنين. تم بناء المسجد على يد عثمان باشا الجديد الذي كان متصرّف طرابلس الشام حينها. إنّه بناء عثماني يتميّز بالقناطر التي تملؤه والسقف الخشبي الذي يعلوه. تم توسيع هذا المسجد ليستطيع استقبال أكبر عدد ممكن من المصلّين فيه.

بالإضافة إلى هذا المسجد يتواجد المسجد الأبيض الكبير الذي بني على يد أحد البكوات في الزمن القديم عبود عبد الرزاق. يعكس المسجد بلونه الأبيض وعمارته طابع حديث لبلدة برقايل.

برقايل

إنّها بلدة عكّارية غنية بالمميزات والمعالم التي تتنوع بين معالم طبيعية سياحية أثرية ودينية أيضاً.

آثار المدبنة:

توالت مختلف الحقبات التاريخية على بلدة برقايل والتي تركت فيها العديد من الآثار القديمة. بدايةً مع معاصر الخمر، النواويس والمغاور التي لم يبقى منها سوى القليل. وصولاً إلى الحقبة العربية الإسلامية التي تركت في برقايل المساجد، المزارات الدينية، القبور القديمة والقصور التي تعود إلى القرن الخامس والسادس عشر. سكن في هذه القصور مختلف الباشاوات. بالإضافة إلى وجود محكمة قديمة تم ممارسة الحكم فيها منذ عام ١٧٠٠ حتى عام ١٩٥٠ تقريباً. كما يوجد حجر المطحنة الكبير الموجود على مدخل البلدة والذي يرمز إلى معاصر الزيتون التي اشتهرت بها المدينة.

محمية الصنوبر في المدينة:

تمتدّ المحمية على مساحة ١٥ ألف متر مربّع. تأسست هذه المحمية منذ عام ١٩١٥.  بفضل جمال الطبيعة في المحمية تتم زيارتها من مختلف الأماكن في لبنان وخارجه بهدف الترفيه، الاستمتاع بالطبيعة والتجول و ممارسة رياضة السير في أرجائها.

نشاطات المدينة السنوية:

يتم تنفيذ العديد من النشاطات سنويّاً في بلدة برقايل. تتنوّع هذه النشاطات بين نشاطات ثقافية ورياضية و ترفيهية. حيث يقام احتفال للأطفال، ماراتون رياضي للركض ومسيرات عديدة في أحضان البلدة. شارك الكثير من الناس من داخل البلدة وخارجها في الماراتون وكان نشاط ناجح بامتياز فقد استقطب حوالي ٥٠٠٠ مشترك فيه.

تعرف أكثر على ىساحة النور عبر موقعنا