حردين، بلدة الثلاثين دير.
هي صخرة الإيمان والدين، بلدة القدّيسين والكنائس الثلاثين، هي بلدة الشهداء الذين ماتوا في سفينة التيتانيك في عام ١٩١٢، هي بلدة القديس نعمة الله كساب، هي بلدة المعبد الروماني الذي ينافس بعلبك، هي بلدة البيوت الأثرية التي حافظ عليها أهلها ورمّموها، هي بلدة الصنوبر والعسل الذي تتجاوز أنواعه ١٧ نوع، هي بلدة تاريخية دينية عكست كلّ جميل داخلها في آثارها وكنائسها وأديرتها. إنّ هذه البلدة هي حردين بيت كسّاب الجميلة!

هي صخرة الإيمان والدين
موقع بلدة حردين:
تقع بلدة حرديْن بيت كسّاب في قضاء البترون وتنتمي إلى محافظة الشمال. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٧٠٠ و ١٥٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٦٧٢ هكتار أي ما يساوي ٦،٧٢ كيلو متر مربّع. تبعد عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٨٣ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة البترون عاصمة القضاء ٢٨ كيلومتراً أمّا عن مدينة طرابلس ٣٦ كيلومتراً.
معنى اسم بلدة حردين:
اختلفت التفسيرات حول اسم بلدة حردين. يعطي أبناء البلدة اسم بلدة حرديِْن تفسيراً يعود إلى اللغة السريانية وهو حرا دينو أي حارة الدين الذي يناسب طابع البلدة الديني بفضل وجود عدد من الكنائس والأديرة فيها. أمّا بعض المؤرخين فيعتقدون أنّها أيضاً تعود إلى اللغة السريانية وتعني الخائفون وهو اسم ينطبق عليها بسبب إقامة بعض النساك ورجال الدين في الكهوف خوفاً من معصية الله. وأخيراً التفسير الأخير هو أنّ حردين أطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى قبيلة حردونا التي سكنت البلدة.

هي بلدة القديس نعمة الله كساب
بلاطة حردين:
سبق وأن تغنّى أبناء لبنان بهذه البلاطة قائلين “أجمل ثلاثة في لبنان، وادي قنّوبين، قصر بيت الدين وبلاطة حردين”. هي بلاطة نادرة من تكوين الله موجودة في بلدة حردين. تقع على مساحة كبيرة تتخطّى ٣١ ألف و ٥٠٠ متراً. ساهمت في قسم البلدة إلى قسمين. تضمّ هذه البلاطة آلاف المتحجرات الطبيعية وساقية مياه في وسطها قام بها الرومان من أجل ري الأراضي الموجودة في أسفل البلاطة لزراعة القمح.
أحراج بلدة حردين:
تعتبر بلدة حردين ثاني أكبر بلدة في قضاء البترون. تحتلّ المساحات الخضراء فيها مساحة شاسعة من مساحتها الإجمالية. من أهم الأشجار الحرجية المنتشرة فيها أشجار السنديان والعفص والشربين. أمّا الشجرة الأشهر والأكثر انتشاراً هي شجرة الصنوبر حيث تشكّل غابة الصنوبر في حردين واحدة من أكبر الغابات الصنوبرية في لبنان.

هي بلدة البيوت الأثرية التي حافظ عليها أهلها ورمّموها
آثار بلدة حردين:
تعدّ بلدة حردين بلدة تاريخية مرّ عليها الكثير من الشعوب العريقة التي تركت فيها العديد من الآثار. بدايةً مع أهم معلم أثري ألا وهو المعلم الروماني الذي يقع على رأس البلدة من الأعلى. يتألّف المعبد من ٣٦ عموداً يتجاوز قطر كلّ عمود قطر الأعمدة الموجودة في بعلبك. تم البدء بترميم المعبد عام ١٩٧٢ ولكنه توقف بسبب الحرب. بالإضافة إلى عدد كبير من الكهوف التي تحتوي على عدد من النواويس المحفورة بالصخر وكان يدفن فيها الناس في عهد الفينيقيين.
السياحة الدينية في حردين:
تشتهر بلدة حرديْن بالطابع الديني الذي تتّسم به وأهم دليل على ذلك. هو وجود العدد الهائل من الكنائس والأديرة التي يتجاوز عددها الثلاثين. بعض الأديرة لا يمكن الوصول إليها بسبب وجودها في أعالي حردين. لذلك تسعى بلدية حردين وأبنائها إلى ربط الكنائس والأديرة ببعضها البعض لكي يستطيع الناس زيارتها مثل فكرة الحجّ بطريقة متواصلة سيراً على الأقدام.

سبق وأن تغنّى أبناء لبنان بهذه البلاطة قائلين “أجمل ثلاثة في لبنان، وادي قنّوبين، قصر بيت الدين وبلاطة حردين”.
الزراعة في بلدة حرديْن:
بفضل الينابيع المنتشرة في بلدة حرديْن وبفضل تدرّج ارتفاع البلدة الذي يساهم في خلق مناخ جميل للبلدة، يتم زراعة الكثير من أنواع الفاكهة مثل التفاح والزيتون والعنب والدراق والتوت والإجاص أيضاً. كما يتم زراعة العديد من أنواع الحبوب. تتميّز زراعات بلدة حردين بطعمها اللذيذ وعدم استعمالهم للمواد الكيماوية كما أنّ العديد منها زراعات بعلية دون ريّ.
المونة البلدية في حرديْن:
استطاع أبناء البلدة إنتاج العديد من أنواع المونة المصنوعة يدوياً عن طريق الفاكهة الطازجة وبيعها للزائرين والسياح مثل المربّى بأنواعه وغيره من الأصناف. كما عمد أبناء البلدة إلى تربية النحل وإنتاج أجود أنواع العسل بفضل انتشار الزهر في مساحات البلدة الخضراء. قام أبناء البلدة بإنتاج ١٧ نوع وصنف من العسل الذي يتميّز بطعمه الأصلي دون أي إضافات و بإنتاجه الوفير أيضاً.